الأمير و ممالك الشياطين السبعة [-.¸¸.•|`•.¸¸.•|)
الأمير و ممالك الشياطين السبعة [-.¸¸.•|`•.¸¸.•|)
رواية
الأمير و ممالك الشياطين السبعة
الفصل الأول : المملكة السوداء
غابت الشمس أو كادت في ذلك اليوم الشديد الحرارة من أيام شهر (تموز) الحار ، على تلك المملكة التي تقع خلف الجبال السوداء الشاهقة الإرتفاع و المحاطة من جميع الجهات بغابات و أحراش شديدة الكثافة ، و بدأ سكان هذه المملكة في إغلاق محلاتهم و يذهبون إلى قصر الملك في صفوف طويلة، كانوا يرتدون السواد بشكل عام رجال ، نساء ، أطفال ، أخذوا يسيرون تحت أضواء المشاعل التي تضيء جانبي الطريق ،و كان لزاماً على الجميع الحضور و الوقوف بتلك الساحة الواسعة و ترتيل الأدعية من أجل شفاء ملكهم من مرضه الخطير الذي ألم به مؤخراً ، و هناك على أبواب القصر المنيف كان يقف الجنود و الحرس المدججين بالسلاح و الدروع الحديدة بزيهم الأسود أيضاً و كان بينهم أثنان عظيما الشأن وزير المملكة (غطاس)و ساحرها الأسود (مورين)، يرتديان الملابس السوداء حزناً على مرض ملكهم ، الوزير طويل القامة ، فارع الطول ، له ملامح قاسية كأنها قدت من حجر و له لحية سمراء كثيفة مع أعين سوداء تحمل تحدياً واضحاً فيهما ، مع عمامة كبيرة بنفس اللون ، بينما الساحر (مورين) يرتدي عباءة داكنة اللون و تسربله من قمة رأسه و حتى أخمص قدميه ، و لم تكن ملامح وجهه ظاهرة رغم المشاعل المحيطة بالمكان ، و بين الحين و الآخر كانت تصل عربات الأمراء و الرجال الأغنياء من حاشية الملك مرتدين أزيائهم السوداء الأنيقة بخيولها المطهمة لتتقدم الصفوف لتصلي و تدعو من أجل شفاء ملكهم ، و بينما كان الجميع منشغلاً كان هناك من لا يرغب بالحضور و يختبأ في أحد الكهوف ، كانوا مجموعة من الرجال يرتدون ثياب عادية و كان يدور بينهم حديث شديد الانفعال و إن حاولوا خفض صوتهم بأقل قدر ممكن سماعه ، قال أكبرهم سناً و الذي يرتدي أسمالاً بالية رمادية اللون بصوت منفعل :
- إلى متى سيبقى يذهب جميع سكان المملكة إلى القصر الملكي للدعاء و التضرع لشفاء ذلك الملك (الأسود) الطاغية الظالم ؟
رد عليه أحد الرجال المحيطين به و كان اسمه (جمال):
- الجميع لا يرغب بالذهاب يا سيدي (قاسم) و يحلم باليوم الذي يخلصه من هذا الملك الطاغية الظالم و الذي يطلق على نفسه اسم (الأسود) ، لكن لا يملكون الجرأة ليرفضوا حتى ...!!
قاطعه (قاسم) متسائلاً :
- و لماذا ؟ أما يزالون يخشون ذلك الوزير و ساحر الملك ؟
أومأ الجميع بروءسهم موافقين بينما أسترسل (جمال ) بكلامه و كأن أحداً لم يقاطعه:
- كلنا يعلم مدى قسوة و بطشة الوزير(غطاس) و الساحر الأسود (مورين) على سكان المملكة و الكل يطيعهم بصورة عمياء خوفاً و رعباً.
الأمير و ممالك الشياطين السبعة
الفصل الأول : المملكة السوداء
غابت الشمس أو كادت في ذلك اليوم الشديد الحرارة من أيام شهر (تموز) الحار ، على تلك المملكة التي تقع خلف الجبال السوداء الشاهقة الإرتفاع و المحاطة من جميع الجهات بغابات و أحراش شديدة الكثافة ، و بدأ سكان هذه المملكة في إغلاق محلاتهم و يذهبون إلى قصر الملك في صفوف طويلة، كانوا يرتدون السواد بشكل عام رجال ، نساء ، أطفال ، أخذوا يسيرون تحت أضواء المشاعل التي تضيء جانبي الطريق ،و كان لزاماً على الجميع الحضور و الوقوف بتلك الساحة الواسعة و ترتيل الأدعية من أجل شفاء ملكهم من مرضه الخطير الذي ألم به مؤخراً ، و هناك على أبواب القصر المنيف كان يقف الجنود و الحرس المدججين بالسلاح و الدروع الحديدة بزيهم الأسود أيضاً و كان بينهم أثنان عظيما الشأن وزير المملكة (غطاس)و ساحرها الأسود (مورين)، يرتديان الملابس السوداء حزناً على مرض ملكهم ، الوزير طويل القامة ، فارع الطول ، له ملامح قاسية كأنها قدت من حجر و له لحية سمراء كثيفة مع أعين سوداء تحمل تحدياً واضحاً فيهما ، مع عمامة كبيرة بنفس اللون ، بينما الساحر (مورين) يرتدي عباءة داكنة اللون و تسربله من قمة رأسه و حتى أخمص قدميه ، و لم تكن ملامح وجهه ظاهرة رغم المشاعل المحيطة بالمكان ، و بين الحين و الآخر كانت تصل عربات الأمراء و الرجال الأغنياء من حاشية الملك مرتدين أزيائهم السوداء الأنيقة بخيولها المطهمة لتتقدم الصفوف لتصلي و تدعو من أجل شفاء ملكهم ، و بينما كان الجميع منشغلاً كان هناك من لا يرغب بالحضور و يختبأ في أحد الكهوف ، كانوا مجموعة من الرجال يرتدون ثياب عادية و كان يدور بينهم حديث شديد الانفعال و إن حاولوا خفض صوتهم بأقل قدر ممكن سماعه ، قال أكبرهم سناً و الذي يرتدي أسمالاً بالية رمادية اللون بصوت منفعل :
- إلى متى سيبقى يذهب جميع سكان المملكة إلى القصر الملكي للدعاء و التضرع لشفاء ذلك الملك (الأسود) الطاغية الظالم ؟
رد عليه أحد الرجال المحيطين به و كان اسمه (جمال):
- الجميع لا يرغب بالذهاب يا سيدي (قاسم) و يحلم باليوم الذي يخلصه من هذا الملك الطاغية الظالم و الذي يطلق على نفسه اسم (الأسود) ، لكن لا يملكون الجرأة ليرفضوا حتى ...!!
قاطعه (قاسم) متسائلاً :
- و لماذا ؟ أما يزالون يخشون ذلك الوزير و ساحر الملك ؟
أومأ الجميع بروءسهم موافقين بينما أسترسل (جمال ) بكلامه و كأن أحداً لم يقاطعه:
- كلنا يعلم مدى قسوة و بطشة الوزير(غطاس) و الساحر الأسود (مورين) على سكان المملكة و الكل يطيعهم بصورة عمياء خوفاً و رعباً.
رد: الأمير و ممالك الشياطين السبعة [-.¸¸.•|`•.¸¸.•|)
قال (قاسم) بلهجة إستنكارية :
- حتى و هم يعلمون أنهم قد يُضحى بهم على الطريقة الوثنية القديمة من أجل مزاعم الساحر الأسود (مورين) بقدرته على أن يُشفي الملك من مرضه المميت بسفك دمائهم....؟؟؟
رد (جمال) عليه :
- هم مجبرون لا يملكون حيلة على ذلك ، و من يرفض الحضور يًحرق منزله و يُقتل جميع أفراد عائلته و تُسلب أملاكه كلها لكي عبرة للآخرين ، لكنا نحن نرفض هذه الاجراءات التعسفية من رجال الملك و الوزير و الساحر، بعد أن أخذوا أفراد عائلتنا عنوة و لم ندري أين ذهبوا بهم حتى الآن و لا حتى ما جرى لهم و الويل لمن يجرؤ على السؤال أو الاعتراض ، و كل ذلك بسبب ذلك الساحر الشرير (مو رين)...
قال (قاسم) مكملاً جملته :
- و الوزير (غطاس) أيضاً
ساد الصمت هنيهة فتساءل (قاسم) :
- و لكن ما الذي جرى للوزير حتى يصبح ظالماً مثل ملكه ، لقد كنا نعتبره درعنا في مواجهة ظلم و جبروت ملكنا ؟؟
قال (جمال) :
- يقولون أن الساحر (مورين) هو من يسيطر عليه كما سيطر على الملك (الأسود) من قبل و على عقول كل أمراء و أثرياء حاشية الملك كافة.
قال (قاسم):
- إذن الساحر (مورين) هو خصمنا .
ردد الجميع بصوت واحد :
- نعم
قال (جمال) بعد تردد قصير :
- و لكنا لا نملك القوة اللازمة لدحر و هزيمة الساحر الأسود (مورين) و لذلك قدمنا إلى كهفك هذا وكلنا أمل أن تساعدنا بعد أن علمنا أن الساحر (مورين) هو خصمك و هو سبب حبسك بهذا الكهف و عدم قدرتك على مغادرته ، و لتشاركنا في الانتقام و التخلص منه.
وقف (قاسم) على قدميه و قال و هو يجول بناظره بين الحاضرين:
- مجيئكم لهنا فيه خطر كبير عليكم ، أرسلوا واحداً منكم كل عدة أيام ليمدني بأخبار المملكة أولاً بأول و سأرى ما يمكنني فعله ، حيث أنني غير قادر على هزيمة الساحر (مورين) خصوصاً بعد مواجهتنا السابقة و التي أصابتني بجراح عميقة تشافيت منها بصعوبة شديدة ، و أنصحكم بكتم خواطركم هذه و الإسراع بالذهاب مثل الجميع إلى ساحة القصر مرتدين الثياب السوداء كالجميع و الانضمام لهم ، بانتظار موت الملك بهذا المرض المميت الذي ينهش في جسده و بعد مماته سنعد الخطة اللازمة للتخلص من الساحر و أتباعه.
بقلوب يملؤها الأمل في المستقبل ، أسرع الجميع بمغادرة الكهف و الذهاب إلى ساحة القصر بينما يشيعهم (قاسم) بنظراته و هو يقبع وحيداً في كهفه.
- هل حضر الجميع ؟
كان هذا السؤال موجه من الوزير (غطاس) إلى الساحر (مورين) الذي شخص ببصره للأعلى لحظات و أومأ برأسه موافقاً ، و لم يتساءل الوزير أو يساوره الشك لحظة في قدرة معرفة الساحر لهذا الأمر ، و أشار لكبير حراس القصر بإشارة خاصة ، أسرع بعدها بدخول القصر فعاد و معه خدم كثيرون يحملون سريراً ضخماً مغطى بستائر داكنة اللون ، استلقى عليه الملك (الأسود) على ظهره و الشحوب يعتري ملامح وجهه ، نادى أحد الجنود الواقفين بجوار بوابة القصر الرئيسية بصوت جهوري:
- مولاي الملك(الأسود).
فساد الصمت و توقف الجميع عن الدعاء ، اقترب الوزير من الملك و مال نحوه ، فهمس له الملك بعدة كلمات ، اعتدل الوزير بعدها و قال بصوت جهوري:
- مولاي يبلغكم عظيم تقديره بقدومكم هذه الليلة و يسره أن يبلغكم الآتي...
هبت نسائم خفيفة في تلك اللحظات حركت الأعلام السوداء و التي تحمل رسم الذئب كشعار للمملكة و نفست من شدة الحر على جميع الحضور بينما تابع الوزير:
- لقد علمنا و بعد جهد مضني طويل سبب مرض مولانا و طريقة شفائه من هذا المرض المميت الذي يسري في أوصاله.
سرت همهمة و جلبة شديدة بين الجماهير عند سماعها هذه الأخبار الجديدة المفاجأة و خفق قلب (جمال) بشدة ، رفع الوزير كفه فساد الصمت مجدداً ، أشتدت خفقان قلب (جمال) في هذه اللحظات هو و من معه بشكل خاص لقد فشل مخططهم و الوزير يواصل كلامه:
- و نريد متطوعين منكم للذهاب لإحضار المواد الرئيسية التي تدخل في تركيبة دواء الشفاء لمولانا.
ارتفعت أيادي كثيرة من جميع أنحاء الساحة تلبية لقول الوزير الذي نظر للساحر نظرة خاصة و تبادلا الابتسام ، فأشار الوزير لكبير حراس القصر بإعادة الملك إلى مخدعه.
و أمر الحراس بإبقاء المتطوعين في ساحة القصر و السماح للبقية بالعودة لمنازلهم.
- حتى و هم يعلمون أنهم قد يُضحى بهم على الطريقة الوثنية القديمة من أجل مزاعم الساحر الأسود (مورين) بقدرته على أن يُشفي الملك من مرضه المميت بسفك دمائهم....؟؟؟
رد (جمال) عليه :
- هم مجبرون لا يملكون حيلة على ذلك ، و من يرفض الحضور يًحرق منزله و يُقتل جميع أفراد عائلته و تُسلب أملاكه كلها لكي عبرة للآخرين ، لكنا نحن نرفض هذه الاجراءات التعسفية من رجال الملك و الوزير و الساحر، بعد أن أخذوا أفراد عائلتنا عنوة و لم ندري أين ذهبوا بهم حتى الآن و لا حتى ما جرى لهم و الويل لمن يجرؤ على السؤال أو الاعتراض ، و كل ذلك بسبب ذلك الساحر الشرير (مو رين)...
قال (قاسم) مكملاً جملته :
- و الوزير (غطاس) أيضاً
ساد الصمت هنيهة فتساءل (قاسم) :
- و لكن ما الذي جرى للوزير حتى يصبح ظالماً مثل ملكه ، لقد كنا نعتبره درعنا في مواجهة ظلم و جبروت ملكنا ؟؟
قال (جمال) :
- يقولون أن الساحر (مورين) هو من يسيطر عليه كما سيطر على الملك (الأسود) من قبل و على عقول كل أمراء و أثرياء حاشية الملك كافة.
قال (قاسم):
- إذن الساحر (مورين) هو خصمنا .
ردد الجميع بصوت واحد :
- نعم
قال (جمال) بعد تردد قصير :
- و لكنا لا نملك القوة اللازمة لدحر و هزيمة الساحر الأسود (مورين) و لذلك قدمنا إلى كهفك هذا وكلنا أمل أن تساعدنا بعد أن علمنا أن الساحر (مورين) هو خصمك و هو سبب حبسك بهذا الكهف و عدم قدرتك على مغادرته ، و لتشاركنا في الانتقام و التخلص منه.
وقف (قاسم) على قدميه و قال و هو يجول بناظره بين الحاضرين:
- مجيئكم لهنا فيه خطر كبير عليكم ، أرسلوا واحداً منكم كل عدة أيام ليمدني بأخبار المملكة أولاً بأول و سأرى ما يمكنني فعله ، حيث أنني غير قادر على هزيمة الساحر (مورين) خصوصاً بعد مواجهتنا السابقة و التي أصابتني بجراح عميقة تشافيت منها بصعوبة شديدة ، و أنصحكم بكتم خواطركم هذه و الإسراع بالذهاب مثل الجميع إلى ساحة القصر مرتدين الثياب السوداء كالجميع و الانضمام لهم ، بانتظار موت الملك بهذا المرض المميت الذي ينهش في جسده و بعد مماته سنعد الخطة اللازمة للتخلص من الساحر و أتباعه.
بقلوب يملؤها الأمل في المستقبل ، أسرع الجميع بمغادرة الكهف و الذهاب إلى ساحة القصر بينما يشيعهم (قاسم) بنظراته و هو يقبع وحيداً في كهفه.
- هل حضر الجميع ؟
كان هذا السؤال موجه من الوزير (غطاس) إلى الساحر (مورين) الذي شخص ببصره للأعلى لحظات و أومأ برأسه موافقاً ، و لم يتساءل الوزير أو يساوره الشك لحظة في قدرة معرفة الساحر لهذا الأمر ، و أشار لكبير حراس القصر بإشارة خاصة ، أسرع بعدها بدخول القصر فعاد و معه خدم كثيرون يحملون سريراً ضخماً مغطى بستائر داكنة اللون ، استلقى عليه الملك (الأسود) على ظهره و الشحوب يعتري ملامح وجهه ، نادى أحد الجنود الواقفين بجوار بوابة القصر الرئيسية بصوت جهوري:
- مولاي الملك(الأسود).
فساد الصمت و توقف الجميع عن الدعاء ، اقترب الوزير من الملك و مال نحوه ، فهمس له الملك بعدة كلمات ، اعتدل الوزير بعدها و قال بصوت جهوري:
- مولاي يبلغكم عظيم تقديره بقدومكم هذه الليلة و يسره أن يبلغكم الآتي...
هبت نسائم خفيفة في تلك اللحظات حركت الأعلام السوداء و التي تحمل رسم الذئب كشعار للمملكة و نفست من شدة الحر على جميع الحضور بينما تابع الوزير:
- لقد علمنا و بعد جهد مضني طويل سبب مرض مولانا و طريقة شفائه من هذا المرض المميت الذي يسري في أوصاله.
سرت همهمة و جلبة شديدة بين الجماهير عند سماعها هذه الأخبار الجديدة المفاجأة و خفق قلب (جمال) بشدة ، رفع الوزير كفه فساد الصمت مجدداً ، أشتدت خفقان قلب (جمال) في هذه اللحظات هو و من معه بشكل خاص لقد فشل مخططهم و الوزير يواصل كلامه:
- و نريد متطوعين منكم للذهاب لإحضار المواد الرئيسية التي تدخل في تركيبة دواء الشفاء لمولانا.
ارتفعت أيادي كثيرة من جميع أنحاء الساحة تلبية لقول الوزير الذي نظر للساحر نظرة خاصة و تبادلا الابتسام ، فأشار الوزير لكبير حراس القصر بإعادة الملك إلى مخدعه.
و أمر الحراس بإبقاء المتطوعين في ساحة القصر و السماح للبقية بالعودة لمنازلهم.
رد: الأمير و ممالك الشياطين السبعة [-.¸¸.•|`•.¸¸.•|)
قال الساحر (مورين) و هو يجول بعينيه السودواين بين أفراد المتطوعين و الذين تم اختيارهم بعناية بالغة و كانوا يرتدون ثياب الحرب من بدلة الحراس السوداء و السيوف و الدروع من أجل رحلة البحث عن مواد التركيبة المطلوبة لصنع عقار الشفاء للملك :
- لقد علمت و بطريقتي الخاصة جداً طريقة شفاء مولانا الملك.
لم ينبس أحد و لو بحرف واحد بينما تابع الساحر كلامه:
- يجب احضار شجرة معينة من أراضي المملكة البيضاء و التي تقع خلف أراضي الشياطين السبعة و التي لا تربطنا بهم أية علاقات و عليكم خطف زوجة و ابنة ملك تلك المملكة ، و يجب أن تروى هذه الشجرة بدمائهم لمدة ثلاثة أيام متتالية و من ثم تجفيف أوراق هذه الشجرة و صنع منقوع خاص يكون فيه شفاء مولانا بصورة تامة من مرضه الخطير هذا. هل هناك أية أسئلة ؟
سأله شاب مفتول العضلات يبدو عليه أنه قائد هذه المجموعة من المتطوعين:
- و لكن ... كيف يمكننا تجاوز أراضي الشياطين السبعة و الوصول إلى هناك ، و كيف يمكننا معرفة زوجة و ابنة ذلك الملك و ما هو نوع هذه الشجرة ، و هل يكفي الوقت للذهاب و العودة و هل ستحتمل صحة الملك طوال هذه الفترة ؟
تبادل الساحر (مورين) النظرات مجدداً مع الوزير (غطاس) الذي كان يقف بجواره في تلك اللحظة فاالابتسامة و قال مجيباًعلى السائل :
- لا تقلق على صحة الملك أما بالنسبة لأراضي الشياطين السبعة فلدي عهدة مع ملوكهم و عهد بعدم الاعتراض أو المساس بكم ، و أما بالنسبة لمعرفة الشجرة فسأعطيكم شيئاً خاصاً يدلكم عليها و كذلك الأمر بالنسبة لزوجة و ابنة الملك ...
تمهل قليلاً ثم استطرد:
-كما لدي الوسيلة التي ستذهبون و تعودون بها خلال أيام قليلة فحسب و لرؤية هذه الوسيلة انظروا من هذه النافذة ...!
أسرع الجميع ينظرون من النافذة ما عدا الوزير و الساحر فتعالت شهقات الرعب و الانبهار من الحناجر لأن ما رأوه كان مخيفٌ جداً.
فهناك و عبر الساحة الكبيرة كان يرقد تنين عظيم الحجم و على ظهره تم وضع سراج كبير الحجم و يوجد قفص أيضاً و لم يكن رؤية التنين بشيء جديد على سكان المملكة ، فقد كان يراهم كل من تجاوز تلك الغابات المحيطة بالمملكة ، لكن أن يتحكم بها أحد و يسرجها أيضاً ، فقد كان هذه مفاجأة من نوع مذهل ، التفت الجميع إلى الساحر الذي تابع توجيه الكلام إليهم:
- سيطيعكم هذا التنين بسببي ، و هو يعلم مكان أراضي المملكة البيضاء و التي لا تعلمونها أنتم ،هيا اذهبوا لتمتطوه و لا تتأخروا فلدى مولاي مكافأت سخية جداً لدى عودتكم .
أسرع فريق المتطوعين بامتطاء ظهر التنين الذي حلق بجناحيه العملاقين و انطلق بهم في عنان السماء .
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى